ماذا سيحدث للمصريين؟
فى كل مرة أعود فيها الى القاهرة تكون الأشواق أكبر بكثيرمن الاحباط الذى يصيبني بعد الزيارة. ولكن هذه المرة كان الحزن والاحباط أشد وأقوى. قد يكون هذا لظروف شخصية وضعتني فى مواجهة الفساد وجهاً لوجه في أول يوم بعد وصولى. ولكن أغلب الظن أن الأجواء الممتلئة بالفوضى العامة والشاملة قد أصابت روح التفاؤل والأمل في مقتل. أصبحت الفوضى هي القاعدة و أصبح النظام والقانون هم الاستثناء. حضرت لقاء للدكتور أسامة غزالي حرب قال فيه أن الفساد استشرى حتى أصبح من مصلحة الجميع الإبقاء على الوضع الحالي. أنظر حولي فأجد أن حالة اللاقانون واللانظام مستقرة ومستمرة بإتفاق غير مكتوب. ففى حياتنا اليومية أصبح الهرج المروري و السير في عكس الاتجاه شيئاً طبيعياً و مقبولاً، ولا يستدعي إستهجان المارة ولا قائدي السيارات. أما على مستوى حياتنا النيابية أصبح حكم القضاء لا يساوي الحبر المكتوب به. تصدر المحكمة حكماً بإلغاء الانتخابات فى الدائرة التي يتبعها رئيس الجمهورية ولكن مجلس الشعب سيد قراره وأقوى من القانون فيعطي للشعب المصري المثل في كيفية احترام القانون!
وماذا بعد؟ هل ستستمر الحالة بهذا السوء؟ أم تزداد سوءاً؟ هل ستطالعنا صفحات جرائد المعارضة والمستقلة كل يوم بفضائح فساد جديدة وعلى مستوى أعلى من اليوم الذي يسبقه؟ في حين تبشرنا الجرائد الرسمية بأن كله تمام وأن مسيرة الإصلاح مستمرة إلى أخر هذا الكذب المكشوف. هل نحن في حاجة إلى كارثة قومية تلم أطراف هذا الوطن الحبيب في خندق واحد لنفتح صفحة جديدة ونبدأ نهضة جديدة لدولة مدنية حديثة يحكمها القانون لا رجال أمن الدولة؟ أم نحن في حاجة إلى بطل قومي تلتف حوله الجماهير ونحلم معه بحلم مصري جديد ويكون مثلاً أعلى لطهارة اليد ويكون أبناؤه جزءاً من الشعب لا أمراءَ عليه؟ وإذا لم تحط هذه الكارثة أو لم يظهر هذا البطلِ؟ ماذا سيحدث لنا؟
ستستمر حياتنا السياسية يسودها الجمود وحكم الحزب الواحد الذي يمنع ويقطع الطريق على كل تيار ناشئ ويصادر كل فكر مخالف في الجامعات والنقابات وحتى الغرف التجارية.أما عن الإصلاح فهو مجموعة من التعديلات الشكلية الفارغة من المضمون وسيشتري النظام بقاءه في الحكم بتسيير المصالح الأمريكية في المنطقة فتضيع مصداقية مصر وهيبتها. وستبقى دولة البوليس هي المسيطرة وتقارير الأمن هي المتحكمة في مصائر الناس فيضيع مستقبل ألاء لأنها كتبت موضوع تعبيرفيه نقد للوضع الحالي.
وسيبقى اقتصادنا موجه لخدمة رجال أعمال الحزب الوطني وتهدر مواردنا في اقتصاد موازي فاسد وفي أدراج الوزراء وحاشيتهم. وتضيع حقوق العمال والفلاحين لأن لاظهر لهم غير الله ولا مال معهم لدفع المعلوم. ويتراكم الدين العام لنترك حمل ثقيل للأجيال القادمة. الفقر استشرى حتى أصبحت الناس تبيع ضمائرها وشرفها لتعيش.
أما عن الحالة الإجتماعية فحدث ولا حرج! حالة عامة من النفاق واحتقان طائفي وتراجع القيم النبيلة أمام مظاهر دينية خادعة. فالموظف يطلب منك الرشوة وفي الخلفية صوت إذاعة القران الكريم والرموزالدينية تغطي سيارات العاصمة لتعلن بكل تحدي أنا مسلم أنا مسيحية! وتتحول مصر إلى قطبين متجاورين دينياً و اجتماعياً. أذهب إلى حي العجمي بالأسكندرية لأرى مجتمعيّن يعيشان على بعد أمتار من بعضهما. مجتمع الشاطئ حيث زجاجات الويسكي والسيجار الكوبي ومايوهات موديل 2006 . في حين أن مجتمع الشارع أصبح نسخة من شوارع طهران.
هذا ما سيحدث لنا: انهيار كامل وفوضى عارمة! ويارب أكون غلطان!
فى كل مرة أعود فيها الى القاهرة تكون الأشواق أكبر بكثيرمن الاحباط الذى يصيبني بعد الزيارة. ولكن هذه المرة كان الحزن والاحباط أشد وأقوى. قد يكون هذا لظروف شخصية وضعتني فى مواجهة الفساد وجهاً لوجه في أول يوم بعد وصولى. ولكن أغلب الظن أن الأجواء الممتلئة بالفوضى العامة والشاملة قد أصابت روح التفاؤل والأمل في مقتل. أصبحت الفوضى هي القاعدة و أصبح النظام والقانون هم الاستثناء. حضرت لقاء للدكتور أسامة غزالي حرب قال فيه أن الفساد استشرى حتى أصبح من مصلحة الجميع الإبقاء على الوضع الحالي. أنظر حولي فأجد أن حالة اللاقانون واللانظام مستقرة ومستمرة بإتفاق غير مكتوب. ففى حياتنا اليومية أصبح الهرج المروري و السير في عكس الاتجاه شيئاً طبيعياً و مقبولاً، ولا يستدعي إستهجان المارة ولا قائدي السيارات. أما على مستوى حياتنا النيابية أصبح حكم القضاء لا يساوي الحبر المكتوب به. تصدر المحكمة حكماً بإلغاء الانتخابات فى الدائرة التي يتبعها رئيس الجمهورية ولكن مجلس الشعب سيد قراره وأقوى من القانون فيعطي للشعب المصري المثل في كيفية احترام القانون!
وماذا بعد؟ هل ستستمر الحالة بهذا السوء؟ أم تزداد سوءاً؟ هل ستطالعنا صفحات جرائد المعارضة والمستقلة كل يوم بفضائح فساد جديدة وعلى مستوى أعلى من اليوم الذي يسبقه؟ في حين تبشرنا الجرائد الرسمية بأن كله تمام وأن مسيرة الإصلاح مستمرة إلى أخر هذا الكذب المكشوف. هل نحن في حاجة إلى كارثة قومية تلم أطراف هذا الوطن الحبيب في خندق واحد لنفتح صفحة جديدة ونبدأ نهضة جديدة لدولة مدنية حديثة يحكمها القانون لا رجال أمن الدولة؟ أم نحن في حاجة إلى بطل قومي تلتف حوله الجماهير ونحلم معه بحلم مصري جديد ويكون مثلاً أعلى لطهارة اليد ويكون أبناؤه جزءاً من الشعب لا أمراءَ عليه؟ وإذا لم تحط هذه الكارثة أو لم يظهر هذا البطلِ؟ ماذا سيحدث لنا؟
ستستمر حياتنا السياسية يسودها الجمود وحكم الحزب الواحد الذي يمنع ويقطع الطريق على كل تيار ناشئ ويصادر كل فكر مخالف في الجامعات والنقابات وحتى الغرف التجارية.أما عن الإصلاح فهو مجموعة من التعديلات الشكلية الفارغة من المضمون وسيشتري النظام بقاءه في الحكم بتسيير المصالح الأمريكية في المنطقة فتضيع مصداقية مصر وهيبتها. وستبقى دولة البوليس هي المسيطرة وتقارير الأمن هي المتحكمة في مصائر الناس فيضيع مستقبل ألاء لأنها كتبت موضوع تعبيرفيه نقد للوضع الحالي.
وسيبقى اقتصادنا موجه لخدمة رجال أعمال الحزب الوطني وتهدر مواردنا في اقتصاد موازي فاسد وفي أدراج الوزراء وحاشيتهم. وتضيع حقوق العمال والفلاحين لأن لاظهر لهم غير الله ولا مال معهم لدفع المعلوم. ويتراكم الدين العام لنترك حمل ثقيل للأجيال القادمة. الفقر استشرى حتى أصبحت الناس تبيع ضمائرها وشرفها لتعيش.
أما عن الحالة الإجتماعية فحدث ولا حرج! حالة عامة من النفاق واحتقان طائفي وتراجع القيم النبيلة أمام مظاهر دينية خادعة. فالموظف يطلب منك الرشوة وفي الخلفية صوت إذاعة القران الكريم والرموزالدينية تغطي سيارات العاصمة لتعلن بكل تحدي أنا مسلم أنا مسيحية! وتتحول مصر إلى قطبين متجاورين دينياً و اجتماعياً. أذهب إلى حي العجمي بالأسكندرية لأرى مجتمعيّن يعيشان على بعد أمتار من بعضهما. مجتمع الشاطئ حيث زجاجات الويسكي والسيجار الكوبي ومايوهات موديل 2006 . في حين أن مجتمع الشارع أصبح نسخة من شوارع طهران.
هذا ما سيحدث لنا: انهيار كامل وفوضى عارمة! ويارب أكون غلطان!